السيطرة الأوكرانية على كورسك الروسية تدخل شهرها الثالث
دخلت عملية توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية شهرها الثالث، ولا تزال عشرات المناطق تحت سيطرة هذه القوات.
كانت هذه العملية هي المرة الأولى التي تدخل فيها قوات أجنبية الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، مما تسببت بأحرج الكرملين وأثبتت لداعمي كييف وبقية العالم أن الجيش الأوكراني لم يكن دائماً في موقف دفاعي.
بعد حوالي تسعة أسابيع، توقف تقدم أوكرانيا، ولم يحقق أي من الجانبين مكاسب كبيرة أو هجمات مضادة في الأيام الأخيرة، يعتقد المحللون أن كييف تحاول استخدام زخمها الأولي لتعزيز الروح المعنوية واستغلالها كورقة مساومة محتملة، في حين يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتن التقليل من أهمية التوغل بأكمله والحد من الموارد التي تخصصها آلة الحرب الروسية لمواجهته، وفقا لأحدث تقييم أجراه معهد دراسة الحرب (ISW)، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن العاصمة، احتفظت أوكرانيا بموطئ قدم في كورسك يبلغ حوالي 786 كيلومترا مربعا (300 ميل مربع.
ويذكر قائد كتيبة أوكرانية داخل كورسك “إن التقدم الروسي يحدث في الغالب على أجنحة موطئ قدمنا”، مبيناً بالقول “إنهم يواصلون المحاولة للتقدم ولكن المكاسب تدريجية، حيث تمكنوا في مكان ما من الاستيلاء على شارع في القرية. لكن الأمر يسير في الاتجاهين- فنحن أيضًا نهاجمهم وندفعهم إلى الوراء”.
إن الموطئ الرئيسي لأوكرانيا يقع حول بلدة سودزا الروسية، ويحاول جيشها إنشاء موطئ قدم ثان حول قرية فيسيلوي. ولم تكشف أوكرانيا عن عدد القوات التي أرسلتها إلى المنطقة.لقد نشرت روسيا عدداً كبيراً من القوات، يقدر بنحو 40 ألف جندي، للدفاع عن كورسك والهجوم المضاد عليها، ولكن المحلل مارك جاليوتي وصف القوة الأولية بأنها “بُنيت من أي مكان يمكن أن تجده”، حيث استخدمت روسيا المجندين والاحتياطيين في بداية التوغل.
وقال جاليوتي، وهو زميل مشارك بارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وهو مؤسسة بحثية بريطانية، لشبكة سي إن إن: “هذا يعادل نوعاً ما البحث في وسائد الأريكة للعثور على بعض العملات الصغيرة”.
ومنذ ذلك الحين، نشرت موسكو قوات أكثر خبرة، ولكن ليس بقدر الموارد التي قد يرغب بها المدنيون الروس في كورسك.
ومع استمرار القتال في المنطقة، تقول السلطات الروسية إن أكثر من 100 ألف مدني نزحوا، في حين وجد كثيرون آخرون أنفسهم يعيشون خلف الخطوط الأوكرانية.
يقول المحللون إن التوغل في كورسك كان له على الأرجح أهداف متعددة، بما في ذلك منح أوكرانيا انتصاراً سردياً.